بدأت معرفة البشر بالحيوانات عندما كانوا يصيدونها لغذائهم وعندما كانت تصيدهم لغذائها. لقد كانت أولى الخطوات التي خطاها الإنسان الأول نحو الحضارة هي اتخاذه الكلاب رفيقة صيد. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات الأليفة ا
لتي استأنسها الإنسان واستعملها في صيد الحيوانات الأخرى لغذائه. وبعدها تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي 12,000 عام مضت تم استئناس الأبقار في المنطقة التي تتبع الآن للأجزاء الجنوبية من جمهوريات آسيا الوسطى المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت حيوان الياك (ثور التيبت). وكان لدى اللابيين ـ وهم شعب مترحل يعيش في شمالي أوروبا ـ قطعان من الرَّنة الأليفة. وقد استأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعانًا من حيوانات الألبكة واللاما.
استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها ثم تعلم البشر استعمال فرائها وجلودها وصوفها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم البشر ركوب الحصان الأليف واستعملوه لجر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي 8,000 عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي الجزيرة العربية وفي بابل بالعراق للركوب ولحمل الأثقال. وقد كان الحمار يحمل الأثقال في شمالي إفريقيا منذ حوالي 5,000 عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.
وكان الحمام أول ما استؤنس من الطيور، حيث كان يربيه سكان حوض البحر الأبيض المتوسط منذ حوالي5,000 عام مضت للحمه. وقد تمت تربية الدجاج المستأنس أولاً في مناطق جنوب شرقي آسيا من دجاج الغاب الوحشي. واستؤنس البط والإوز منذ فجر التاريخ. وقد كان الهنود الحمر يربون الدجاج الرومي فيما يعرف الآن بالمكسيك قبل أن يُبْحر كريستوفر كولمبوس إلى أمريكا بزمن بعيد.
وحتى الحشرات تم استغلالها بواسطة البشر لمصالحهم. فمنذ مئات السنين والنحل ينتج العسل للبشر، ويساعد في تلقيح أشجار الفاكهة في العديد من الأماكن. ومنذ آلاف السنين بدأ قدماء الصينيين تربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الطبيعي من شرانقها.
وقد استُخدمت الكلاب وخنازير غينيا والفئران والقوارض الأخرى في زيادة معلومات البشر عن الكثير من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدامها في البشر، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض.
***************
الحيوانات الضارة بالبشر
قضى البشر على معظم الحيوانات التي كانت تصيدهم. ومعظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم البشر إلا عندما تعجز عن الهروب منهم أو للدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات مثل الأسود والنمور المخططة مازالت تصطاد البشر، غير أن تلك الحيوانات لاتفعل ذلك إلا إذا أصابها الصيادون أو صارت طاعنة في السن، بحيث لاتستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في الكثير من أجزاء العالم. أما أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. يعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدم مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل الملاريا والحمى الصفراء وأمراضًا أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم الذي يفتك بكثير من البشر، كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أما البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.
تسبب الطفيليات الدقيقة التي تدخل أجساد البشر العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المسطحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساسًا ـ من طبقات محدودة من الخلايا. والخلية هي وحدة المادة الحية.
****************
الحيوانات التي أثر عليها البشر
أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فقد اختفت بعض أنواع الحيوانات لأن البشر قد قتلوا أعدادًا كبيرة منها، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، لأن البشر قد سلبوه أماكن معيشته، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين. وصاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان مثل الماموث ودب الكهوف لدرجة أدت بها إلى الانقراض، وبعد ذلك قتل البشر ثور الأرخُصّ الوحشي الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أفنوا تقريبًا ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر عادة ما يُسمى الجاموس ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.
وقد قلت أعداد كثير من الحيوانات لأن البشر قد استغلوا أماكن معيشتها السابقة لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن وحمار الوحش. وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج فراءً أجود تستعمل في صناعة الملابس. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام معينة مثل سلالة كلاب الأشهند الألمانية ذات الأرجل القصيرة المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية، وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة ورعي قطعان الأغنام. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاجية العالية للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات الإنتاجية العالية للحوم. وهناك أيضًا سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة مثل السلالات التي تستعمل للنقل والأعمال الأخرى وسلالات خيول السباق.
******************
حماية البشر للحيوانات
من واجبات الإنسان المحافظة على أنواع الحيوانات الموجودة حاليًا في العالم من أجل مصلحة الأجيال القادمة من البشر. فهناك أنواع معينة من الحيوان مهددة بالانقراض بسبب صيد الإنسان الجائر لها، وبعضها لم يتوفر لها الآن أماكن كافية لمعيشتها وتكاثرها. وعليه فقد عمد الكثير من الأمم إلى تخصيص محميات خاصة للحياة الفطرية وسنت القوانين اللازمة لمنع صيد الحيوانات داخل تلك المحميات، ولمنع الصيد الجائر لها في أماكن خاصة خارج تلك المحميات.
وتؤدي حماية الحياة الفطرية وإنماؤها دورًا مهمًا في المحافظة على التوازن الطبيعي. ففي أمريكا الشمالية مثلاً لايمكن أن تهاجم حيوانات القيوط قطعان أغنام البشر متى ما وجدت ما يكفيها من طرائدها الطبيعية من الفئران والأرنب الأمريكي. ولنفرض أن البشر قد قتلوا الأرانب الأمريكية لتغذية حيوانات المنك التي يربونها في المزارع لإنتاج الفراء الفاخر. ففي هذه الحالة تظل حيوانات القيوط جائعة حتى بعد أكلها لكل الفئران المهيأة لها وبذلك تكون تلك الحيوانات مضطرة لمهاجمة قطعان الأغنام الخاصة بالبشر بدافع الجوع.
استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها ثم تعلم البشر استعمال فرائها وجلودها وصوفها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم البشر ركوب الحصان الأليف واستعملوه لجر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي 8,000 عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي الجزيرة العربية وفي بابل بالعراق للركوب ولحمل الأثقال. وقد كان الحمار يحمل الأثقال في شمالي إفريقيا منذ حوالي 5,000 عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.
وكان الحمام أول ما استؤنس من الطيور، حيث كان يربيه سكان حوض البحر الأبيض المتوسط منذ حوالي5,000 عام مضت للحمه. وقد تمت تربية الدجاج المستأنس أولاً في مناطق جنوب شرقي آسيا من دجاج الغاب الوحشي. واستؤنس البط والإوز منذ فجر التاريخ. وقد كان الهنود الحمر يربون الدجاج الرومي فيما يعرف الآن بالمكسيك قبل أن يُبْحر كريستوفر كولمبوس إلى أمريكا بزمن بعيد.
وحتى الحشرات تم استغلالها بواسطة البشر لمصالحهم. فمنذ مئات السنين والنحل ينتج العسل للبشر، ويساعد في تلقيح أشجار الفاكهة في العديد من الأماكن. ومنذ آلاف السنين بدأ قدماء الصينيين تربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الطبيعي من شرانقها.
وقد استُخدمت الكلاب وخنازير غينيا والفئران والقوارض الأخرى في زيادة معلومات البشر عن الكثير من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدامها في البشر، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض.
***************
الحيوانات الضارة بالبشر
قضى البشر على معظم الحيوانات التي كانت تصيدهم. ومعظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم البشر إلا عندما تعجز عن الهروب منهم أو للدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات مثل الأسود والنمور المخططة مازالت تصطاد البشر، غير أن تلك الحيوانات لاتفعل ذلك إلا إذا أصابها الصيادون أو صارت طاعنة في السن، بحيث لاتستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في الكثير من أجزاء العالم. أما أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. يعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدم مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل الملاريا والحمى الصفراء وأمراضًا أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي مرض النوم الذي يفتك بكثير من البشر، كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أما البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.
تسبب الطفيليات الدقيقة التي تدخل أجساد البشر العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر مثل ديدان البلهارسيا والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المسطحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساسًا ـ من طبقات محدودة من الخلايا. والخلية هي وحدة المادة الحية.
****************
الحيوانات التي أثر عليها البشر
أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فقد اختفت بعض أنواع الحيوانات لأن البشر قد قتلوا أعدادًا كبيرة منها، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، لأن البشر قد سلبوه أماكن معيشته، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين. وصاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان مثل الماموث ودب الكهوف لدرجة أدت بها إلى الانقراض، وبعد ذلك قتل البشر ثور الأرخُصّ الوحشي الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أفنوا تقريبًا ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر عادة ما يُسمى الجاموس ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.
وقد قلت أعداد كثير من الحيوانات لأن البشر قد استغلوا أماكن معيشتها السابقة لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن وحمار الوحش. وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج فراءً أجود تستعمل في صناعة الملابس. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام معينة مثل سلالة كلاب الأشهند الألمانية ذات الأرجل القصيرة المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية، وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة ورعي قطعان الأغنام. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاجية العالية للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات الإنتاجية العالية للحوم. وهناك أيضًا سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة مثل السلالات التي تستعمل للنقل والأعمال الأخرى وسلالات خيول السباق.
******************
حماية البشر للحيوانات
من واجبات الإنسان المحافظة على أنواع الحيوانات الموجودة حاليًا في العالم من أجل مصلحة الأجيال القادمة من البشر. فهناك أنواع معينة من الحيوان مهددة بالانقراض بسبب صيد الإنسان الجائر لها، وبعضها لم يتوفر لها الآن أماكن كافية لمعيشتها وتكاثرها. وعليه فقد عمد الكثير من الأمم إلى تخصيص محميات خاصة للحياة الفطرية وسنت القوانين اللازمة لمنع صيد الحيوانات داخل تلك المحميات، ولمنع الصيد الجائر لها في أماكن خاصة خارج تلك المحميات.
وتؤدي حماية الحياة الفطرية وإنماؤها دورًا مهمًا في المحافظة على التوازن الطبيعي. ففي أمريكا الشمالية مثلاً لايمكن أن تهاجم حيوانات القيوط قطعان أغنام البشر متى ما وجدت ما يكفيها من طرائدها الطبيعية من الفئران والأرنب الأمريكي. ولنفرض أن البشر قد قتلوا الأرانب الأمريكية لتغذية حيوانات المنك التي يربونها في المزارع لإنتاج الفراء الفاخر. ففي هذه الحالة تظل حيوانات القيوط جائعة حتى بعد أكلها لكل الفئران المهيأة لها وبذلك تكون تلك الحيوانات مضطرة لمهاجمة قطعان الأغنام الخاصة بالبشر بدافع الجوع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق